الاثنين، 21 مايو 2012

حماية الاطفال من العنف والاستغلال والايذاء


حماية الطفل من العنف والاستغلال والإيذاء

الأطفال في النزاعات وحالات الطوارئ

صورة خاصة باليونيسف
© UNICEF/ HQ 99-0014/Brandt
فتاة لاجئة من كوسوفو تتطلع من نافذة الحافلة التى تقل اللاجئين إلى المخيمات التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، مقدونيا
لقد زادت فى العقود الأخيرة نسبة الضحايا المدنيين فى النزاعات المسلحة بصورة مثيرة، وأصبحت تقدر الآن بأكثر من 90 فى المائة. ويمثل الأطفال ما يقرب من نصف الضحايا.
وأجبر ما يقدر بنحو 20 مليون طفل على الفرار من ديارهم بسبب النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان، ويعيشون كلاجئين فى بلدان مجاورة أو نزحوا داخليا داخل حدودهم الوطنية.
ومات أكثر من مليونى طفل كنتيجة مباشرة للنزاعات المسلحة خلال العقد الماضى. وأصيب ما يزيد على ثلاثة أمثال هذا العدد، أى ما لا يقل عن 6 ملايين طفل، بعجز دائم أو بجراح خطيرة. وأصبح أكثر من مليون طفل يتامى أو منفصلين عن ذويهم. ويتعرض ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف طفل كل عام للقتل أو بتر الأعضاء بسبب الألغام الأرضية.
ويقدر عدد الأطفال الجنود بنحو 300 ألف – من البنين والبنات الأقل من 18 سنة، وهم متورطون فى أكثر من 30 نزاعا على مستوى العالم. ويستخدم الأطفال الجنود كمحاربين، وكمراسلة، وحمالين، وطباخين، ولتقديم خدمات جنسية. ويتعرض البعض منهم للتجنيد القسرى أو الخطف، وآخرون يدفعهم الفقر وإساءة المعاملة والتمييز إلى الانضمام، أو السعى للثأر بسبب العنف الذى تسلط عليهم وعلى أسرهم.
وفى عام 2002، دخل البروتوكول الاختيارى لاتفاقية حقوق الطفل بشأن تورط الأطفال فى النزاعات المسلحة حيز التنفيذ. وهو يحرم بصفة قانونية تورط الأطفال أقل من 18 سنة فى أعمال عدائية. وإضافة إلى أنه يطالب الدول برفع سن التجنيد الإجبارى والمشاركة المباشرة فى النزاعات إلى 18 سنة، فإن البروتوكول الاختيارى يطالب الدول الأطراف برفع الحد الأدنى لسن التجنيد الطوعى عن الحد الأدنى الراهن البالغ 15 سنة.
وتتعرض الفتيات والنساء إبان النزاعات المسلحة لمخاطر الاغتصاب، والعنف المحلى، والاستغلال الجنسى، والاتجار، والإذلال والتشويه الجنسى. ولقد أصبح استخدام الاغتصاب وغيره من أشكال العنف ضد النساء استراتيجية فى الحروب تستخدمها كل الأطراف. وقد أوردت التحقيقات الصحفية التى أجريت عقب الإبادة الجماعية فى رواندا عام 1994 أن جميع الإناث تقريبا ممن تزيد أعمارهن على 12 سنة الباقيات على قيد الحياة تعرضن للاغتصاب. وإبان النزاع الذى دار فى يوغوسلافيا السابقة، أشارت التقديرات إلى تعرض أكثر من 20 ألف أنثى للاعتداء الجنسى. كما تؤدى النزاعات إلى تشتيت الأسر، الأمر الذى يضع مزيدا من الأعباء الاقتصادية والعاطفية على المرأة.
وبينما يسجل 25 بلدا أعلى نسبة فى الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بسبب الإيدز، فإن نحو الثلث تأثروا بالنزاعات المسلحة فى السنوات الأخيرة. ومن البلدان العشرة التى سجلت أعلى معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، تأثرت سبعة منها بالنزاعات المسلحة.
كما يكابد الأطفال فى النزاعات المسلحة عادة أحداثا مؤلمة عاطفيا ونفسيا مثل الموت الشنيع للآباء أو أقرب الأقارب، والانفصال عن الأسرة، ومشاهدة الأحباء وهم يقتلون أو يعذبون، والنزوح من الديار والمجتمع، والتعرض لأعمال القتال والقصف وغيرها من الأوضاع التى تهدد الحياة، وحالات إساءة المعاملة مثل الاختطاف والاعتقال والاحتجاز والاغتصاب والتعذيب، والإخلال بالنظام المدرسى وبحياة المجتمع، والفقر المدقع والمستقبل الغامض. بل وقد يشارك البعض منهم فى أعمال العنف ذاتها. كما يتأثر الأطفال بقوة بمستويات وأوضاع التوتر التى يكابدها كفلاؤهم من الكبار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق