السبت، 6 أكتوبر 2012

  • لتصغير النص
  • حماية الأطفال بموجب القانون الدولي الإنساني

    15-04-2010 نظرة عامة

    الأطفال معرضون بشكل خاص للخطر في النزاعات المسلحة. ورغم الحماية التي يمنحها القانون للأطفال، لا يزال تجنيدهم على يد القوات المسلحة والجماعات المسلحة مستمراً. وغالباً ما يفصلون عن عائلاتهم أو ينتزعون من بيوتهم أو يتعرضون للقتل أو التشويه أو الاعتداء الجنسي أو أي شكل آخر من أشكال الاستغلال.
    يستفيد الأطفال في الحرب من الحماية العامة المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني على غرار المدنيين أو المقاتلين. وينص هذا القانون أيضا على أحكام خاصة تقر بحالة الاستضعاف والاحتياجات الخاصة للأطفال في النزاعات المسلحة.

    ولا يزال الأطفال يخضعون للتجنيد على يد القوات الوطنية المسلحة. وصار تجنيد الأطفال على يد الجامعات المسلحة، لا سيما في أفريقيا، مشكلة إنسانية خطيرة خلال العقود القليلة الماضية. وينتهي الأطفال في الكثير من الحالات إلى حمل السلاح والمشاركة مشاركة فعلية في القتال. كما يمكن استخدامهم لأداء أدوار داعمة مثل حمل الإمدادات أو جمع المعلومات الاستخبارية العسكرية، بما يعرضهم لمخاطر جمّة.

    وكان البروتوكولان الإضافيان إلى اتفاقات جنيف لعام 1977 المعاهدتين الدوليتين الأولين اللتين حاولتا معالجة تلك الأوضاع. فقد نص البروتوكولان على حظر تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة وإشراكهم في الأعمال العدائية. واشترط البروتوكول الأول في حالة التجنيد العسكري للأطفال الذين بلغوا سن الخامسة عشرة ولم يبلغوا بعد الثامنة عشرة في النزاعات الدولية المسلحة، إعطاء الأولوية لمن هم أكبر سناً.

    وتضمنت اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 التي كاد أن يكون التصديق عليها عالمياً، سن الخامسة عشرة كحد أدنى. وأُضيف بروتوكول اختياري إلى هذه الاتفاقية في أيار/مايو 2000، رفع سن التجنيد الإجباري إلى الثامنة عشرة ودعا الدول إلى رفع الحد الأدنى للتجنيد الطوعي إلى ما يزيد على 15 سنة. وشدد على أن الجماعات المسلحة لا ينبغي لها أن تستخدم الأطفال دون سن الثامنة عشرة في أي حال من الأحوال ودعا الدول إلى معاقبة هذه الممارسات جنائياً.

    غير أن المجتمع الدولي لم يعترف بعد بسن الثامنة عشرة كحد أدنى عالمي. وتمارس اللجنة الدولية وشركاؤها في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الضغوط اللازمة لاعتماد هذا الحد من خلال تطوير كلا من القانون الدولي والقانون الوطني.

    وتساعد اللجنة الدولية في الميدان على تسريح الأطفال الجنود وتمدهم بالدعم النفسي وغيره من السبل التي تمكنهم من العيش حياة طبيعية من جديد كأي طفل آخر.
    ويمنح القانون الدولي الإنساني والمعاهدات المناسبة المتعلقة بحقوق الطفل حماية خاصة للأطفال الذين لا يشاركون في النزاعات المسلحة ويواجهون جملة من المخاطر. ويحظى هؤلاء بالحماية العامة التي يتمتع بها المدنيون غير المقاتلين، إلا أن احتياجاتهم الخاصة للمساعدة الطبية والغذاء والمأوى والملبس معترف بها في اتفاقيات جنيف وبروتوكوليهما لعام 1977.


    ويجب التعرف على الأطفال الذين تيتّموا أو انفصلوا عن عائلاتهم وحمايتهم بالإضافة إلى توفير المرافق الخاصة التي تضمن سلامتهم البدنية. كما يجب تلبية احتياجاتهم في مجال التعليم. ومن الضروري، في الوقت ذاته، اتخاذ كل التدابير الملائمة لتسهيل لمّ شمل العائلات التي انفصلت مؤقتاً.
    ويجب معاملة الأطفال المحتجزين بسبب نزاعات مسلحة معاملة إنسانية. كما ينبغي عدم تفرقتهم عن أفراد أسرتهم. وفي حال تعذر ذلك، ينبغي عزلهم عن كبار السن من الأسرى أو المحتجزين.

    ويهدف القانون الدولي الإنساني إلى الحد من أثر الحرب على الأطفال. ومن المؤسف أن تكون طبيعة نزاعات اليوم نفسها تعني ضرورة إقدام اللجنة الدولية وغيرها على بذل المزيد من الجهود الحثيثة في الميدان من أجل إنقاذ الأطفال من براثن الحرب ومساعدتهم على بدء حياة جديدة بعد انتهاء النزاع.

    المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك يؤكد على دور الحكومات الوطنية في حماية الأطفال من الصراعات

    المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك يؤكد على دور الحكومات الوطنية في حماية الأطفال من الصراعات

    نيويورك، 19 سبتمبر/أيلول 2012 – قام مجلس الأمن بالأمم المتحدة باتخاذ قرار يهدف إلى إنهاء الإفلات من العقاب لأولئك الذين يسيئون للأطفال أثناء النزاعات المسلحة

    19 سبتمبر/أيلول 2012: المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك يخاطب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول موضوع حماية الطفل. شاهد الفيديو على الـ (RealPlayer)
    وفي خلال السنوات الأخيرة، كان مجلس الأمن يعمل لوضع حد للانتهاكات التي ترتكب ضد الأطفال في الصراعات المسلحة. ويقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنشر قائمة بمرتكبي أسوأ الانتهاكات كجزء من تقرير الأمين العام السنوي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الأطفال والصراعات المسلحة.
    وفي آخر تقرير له، والذي نشر في شهر أبريل/نيسان، قال إنه في حين تم إحراز تقدم كبير، فإنه لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء تزايد عدد المخالفين الدائمين.
    وقد تم تبني قرار اليوم بأحد عشر صوتاً. وامتنعت أذربيجان والصين وباكستان والاتحاد الروسي عن التصويت.
    حماية الأطفال من الصراعات
    ويؤكد القرار على أهمية دور الحكومات الوطنية في حماية الأطفال من الصراعات، وأيضاً في المساعدة على إعادة دمج الأطفال وتأهيلهم بمجرد انتهاء الصراع. ويشدد على ضرورة وجود نظم عدالة وطنية،ً فضلا عن النظم الدولية.
    وقد خاطب المدير التنفيذي لليونيسف، أنتوني ليك، مجلس الأمن، قائلاً إن القرارات التسعة التي أقرت منذ عام 1999 تمثل التزاماً واضحاً بالعمل.
    وقال: "إن العالم يحرز تقدماً في إخضاع مرتكبي هذه الأعمال للمساءلة." في إشارة للأحكام التي أصدرتها مؤخراً المحكمة الجنائية الدولية ضد زعيم الحرب الكونغولي توماس لوبانغا والتي أصدرتها المحكمة الخاصة لسيراليون ضد الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور.
    ولكنه قال إن المساءلة تسير في اتجاهات عديدة.

    صورة خاصة باليونيسف
    © UNICEF/NYHQ2012-1151/Markisz
    الممثلة الخاصة للأمين العام الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي تتحدث في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن "الأطفال والصراعات المسلحة" والذي انعقد في مقر الأمم المتحدة، نيويورك، في يوم 19 سبتمبر/أيلول 2012. وأكدت السيدة زروقي على أهمية المساءلة.
    وأضاف: "كما أن مرتكبي الانتهاكات ينبغي أن يخضعوا للمساءلة عن مصير الأطفال في مناطق الصراع، فكذلك الحكومات، وكذلك نحن".
    وقال السيد ليك إن اليونيسف تعمل بشكل وثيق مع الحكومات والمجتمعات المحلية لإعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الصراعات.
    وقال: "إن مسؤولية الحكومات أمام مواطنيها ومسؤولية المواطنين أمام بعضهم البعض تقاس بالشكل الأكمل من حيث المساءلة أمام الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعاتهم. ولذلك يجب عليهم دعم الجهود الرامية إلى رصد الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأطفال وحقوقهم والإبلاغ عنها والاستجابة لها. ويجب أن تسمح الحكومات وغيرها للأمم المتحدة بالتدخل لمساعدتها على إقامة نظم وطنية لمنع الانتهاكات والمعاقبة عليها وتقديم خدمات الاستجابة الصحيحة لأولئك الذين يحتاجونها بدون تأخير."
    العنف ضد الأطفال
    وقد قامت الممثلة الخاصة للأمين العام الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، ليلى زروقي، بتحديد بعض البلدان التي يشكل العنف ضد الأطفال مصدر قلق كبير خاص، بما في ذلك ليبيا ومالي والجمهورية العربية السورية.
    وأضافت: "إن الوضع في سوريا مروع"، في إشارة إلى العنف الذي تقترفه الحكومة والجماعات المسلحة المتمردة. وقالت السيدة زروقي لمجلس الأمن إنها مستعدة لإقامة حوار مفتوح مع السلطات السورية، كدليل على حسن النية.
    وقالت: "إن المساءلة هي جزء لا يتجزأ من جهود التصدي لحدوث انتهاكات ضد الأطفال ومنعها. وعلى الرغم من أنها غير كاملة، فإن الجانب الوقائي للمساءلة حقيقي".

    الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

    أطفالنا المتضرر الأكبر من الأزمات


    أطفالنا المتضرر الأكبر من الأزمات

    Date of Publishing: 
     2 May, 2012
    صفاء ديوب – موظفة في الأمانة السورية للتنمية
    تطال إفرازات الأزمة الحالية التي تعاني منها سورية كل الفئات، شباب ورجال ونساء إلا أن هناك فئة تعاني بصمت، تنتظر من البالغين أن يحموها ويدافعوا عنها، في ظل صراع يجر الكبار نحو انزلاقات العنف بمختلف أشكاله، إنهم الأطفال المتضرر الأول من النزاعات والفئة الأكثر تعرضاً للقهر والإستغلال، حيث لا تقتصر معاناتهم على ما أصابهم من عنف قلّ أو كثر على أجسادهم قتلاً أو تعذيباً من قبل مجمل الأطراف كتبرير لعنفهم المضاد وما خلفته هذه المرحلة من إنكسارات نفسية نتيجة فقدانهم لذويهم وممتلكاتهم وتدمير عالمهم الخاص، إنما تعدى ذلك ليأخذ أشكالاً مختلفة من الإستغلال، حيث بات من الواضح استخدام صور الأطفال الذين تعرضوا للعنف أو الذين يبكون فقدهم لأحباءهم كوسيلة لتأجيج المشاعر الانسانية ومحاولة من كل طرف لشيطنة الأخر سعياً لكسب تأييد أكبر من قبل الرأي العام. لم يقتصر الإستغلال على الصورة فحسب وإنما تعداه ليترجم على الأرض بوضع الأطفال في أماكن قد يتعرضون فيها للخطر بما قد يرقى في عرف القانون الإنساني، إلى استخدامهم كدروع بشرية في بعض الأحيان.
    وإن لم يكن الإعلام قد سلط الضوء على هذه النقطة بما فيه الكفاية إلا أن بعض الناس المتواجدين بشكل خاص في المناطق الساخنة يشاهدون ويرّوون كيف يوزع السلاح على بعض الأطفال ويزجون بطرق مباشرة وغير مباشرة في النزاعات من قبل جميع الأطراف، وما يحدث اليوم من إشراك عدد من الأطفال في هذه النزاعات لا يختلف كثيراً عن ما حدث في بلدان شهدت نفس المرحلة، إذ  صدرت عدة تقارير من قبل منظمات دولية كاليونيسف تتحدث عن أطفال أُجبروا على الدخول بالنزاعات المسلحة في عدة دول تحت تهديد القتل وبعد قتل ذويهم (دراسة الأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال) ومن عمل خلال العشر سنوات الماضية مع اللاجئين من العراق يدرك أن ما يحدث لأطفال سورية ليس بعيداً كل البعد عن ما يحدث في المنطقة العربية الآن، وما سمعناه عن تجارة الأعضاء البشرية وتجارة الجنس التي كان الأطفال والنساء أكبر ضحاياها من الممكن أن يصيبنا أيضاً.
    فالموضوع لا يقتصر على ما يمكن ملاحظته حتى في حال الانحياز لأي طرف، إنما يتعداه ليصل إلى نقاط أكثر خطورة، فما يتعرض له الأطفال من عنف اليوم يأخذ أشكالاً مبطنة وغير مباشرة أيضاً، وما يشاهدوه عبر الإعلام بكافة وسائله والتلفاز بشكل خاص من قتل وتدمير وتشويه وما يستخدمه البعض من مصطلحات تمييزية وتعبوية كان كفيل بتغيير حتى مفردات وطريقة حياة فئة ليست بالقليلة منهم، فمن الملاحظ توجه بعض الأطفال لشراء الألعاب التي ترمز للقوة والحرب، وتحويل ألعابهم التقليدية مثل كرة القدم والدمى إلى ألعاب قائمة على أساس التحالفات والإنقسامات لمجموعات بهدف إبراز الأقوى جسدياً.
    تشهد عدد من مدارسنا في الأونة الأخيرة، نزاعات وصراعات بين جماعات الأقران على أساس الإنتماءات السياسية والمناطقية للأهل، وتردد على مسامع كثُّر نعت بعضهم لبعض بألقاب تحمل رمزية سياسية وطائفية، عدا عن ما تعرض بعضهم له من عنف جسدي ناتج عن شجارات بينهم نتيجة الإختلاف بالأراء. هذه التغيرات جاءت من الوسط المحيط كالإعلام وجماعات الأقران والمدرسة، ونتيجة لعوامل اجتماعية أكثر التصاقاً وهي الأسرة. فما يعانيه الأهل من توترات وضغوط محيطة نتيجة الأوضاع الأمنية والمعيشية يسلك أحياناً طريق مشابه لما يحدث وإن اختلفت طريقة سلوكه، وهو توجيه العنف إلى الفئات الأضعف والتي غالباً ما تكون الأطفال. فتكثر مظاهر العنف الجسدي واللفظي، كما تنتشر حالات الإهمال للأطفال نتيجة الإنشغالات بالأوضاع العامة.
    وكثيراً ما يتردد على مسامع الأطفال من قبل ذويهم "الكلام في السياسة للكبار فقط ويجب على الصغار عدم الدخول في هذه المواضيع" فيعيش الطفل حالة من التناقضات والكبت، كل ما يدور في فلكه يحمل إيحاءات سياسية وتمييزية، وكل ما يحدث من عنف مباشر وغير مباشر يتلقى نصيب منه، إلا أنه لا يجد طريقة للتعبير عن أفكاره وآراءه، فتتحول صراعاته الداخلية إلى إنكسارات وتشوهات نفسية تشكل بيئة خصبة لبذور الحقد والتمييز، ستولد عندما تنمو عنف جديد أشد قسوة مما يحدث اليوم.
    وإن تم ايقاف النزاع اليوم، إلا أن ما خلفته هذه الأزمة من تشوهات مجتمعية ونفسية لدى كافة الفئات وخاصة الأطفال يحتاج إلى فترات عمل طويلة لاقتلاع هذه الأفكار وزرع أفكار جديدة على أساس الحوار والتعايش، هذه المهمة تحتاج حقيقة إلى تظافر جهود كل الجهات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والأسرة كوسط اجتماعي أول، والإعلام كقوة تأثير خاصةً من خلال برامج الأطفال التي بدأ بعضها يأخذ منحى مختلف عن ما كانت عليه في السابق بتركيزها على القتل والصراعات، والتوقف عن اعتبار ما يتعرض له الأطفال أمر مأسوف عليه فقط. فأطفال اليوم هم مجتمع الغد وإهمالنا لما يتعرضوا له يعني إهمالنا لمستقبل سيكونوا هم أصحاب الرأي فيه.
    وبما أن الأزمات تحمل فرص قد لا تكون مدركة، فإن العمل على استثمار هذه الأوضاع والبدء بزرع أفكار قائمة على أساس وطني بعيداً عن الإنتماءات ما قبل الوطنية، ونشر الحوار كأساس للتعامل اليومي بدءاً من الأسرة والمدرسة سيكون الطريق الوحيد لردع مجتمع الغد من الإنزلاق نحو العنف مجدداً.



    السبت، 18 أغسطس 2012

    الحروب والاطفال والعدالة الانتقالية


    الأطفال والعدالة الانتقالية

    الأطفال والعدالة الانتقالية
    يتأثر الأطفال والشباب إلى حد كبير بالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في فترات النزاع وتحت نير الأنظمة القمعية؛ ويجدر بتدابير العدالة الإنتقالية أن تنظر في حقوقهم بتأنّ وتحميها. ويطوّر برنامج المركز الدولي للعدالة الانتقالية للأطفال المعلومات والأدوات اللازمة من أجل دمج الأطفال والشباب بالشكل المناسب في عمليات العدالة الإنتقالية.
    بنغازي، ليبيا، آذار 2011- أطفال ينشدون:"سنبقى هنا ، وسوف نقاتل" (TY Cacek / مسترجع)
    يظهر أنّ الأطفال بشكل خاص هم الأكثر عرضة للتأثيرات التي تخلّفها النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة. وفي العديد من المناطق الخارجة من النزاع، يشكّل عدد الأطفال والشباب أكثر من نصف السكان المعرَّضين. وغالباً ما يكونون هدفاً محدداً لانتهاكات حقوق الإنسان بسبب سنّهم ووضعهم الإجتماعي.
    وغالباً ما يختبر الأطفال آثار الإنتهاكات بشكل مختلف عن البالغين. وربّما يكونون شهوداً أو ضحايا لانتهاكات مباشرة – مثل التجنيد القسري، والتعذيب، والنزوح أو الإعتداء الجنسي – ما يؤدي إلى أذى جسدي ونفسي خطير. وإذا ما خسروا أولياء أمرهم – قتلًا، أو بسبب الإحتجاز غير القانوني، أو الإختفاء – فهم يعانون من صدمة الإنفصال وفقدان الدعم في آن.
    كما يكون الأطفال معرّضين لخسارة منافع التعليم والعناية الطبيّة المناسبة والخدمات الأخرى في الوقت الذي تكون فيها هذه الخدمات أساسية.

    تكييف أدوات العدالة الإنتقالية للأطفال

    للأطفال الحق في تشاطر خبراتهم والمشاركة في عمليات العدالة والمصالحة.
    وقد تكون آليات العدالة الإنتقالية، مثل البحث عن الحقيقة وإصلاح المؤسسات والمحاكم الجنائية، أدوات قوية لمعالجة آثار الإنتهاكات المرتَكَبة بحقّ الأطفال. كما يمكنها التوعية حول آثار النزاع والقمع للمساعدة على منع التكرار.
    وهناك وعي متزايد حول أهمية إدماج الأطفال في العدالة الإنتقالية. فقد تضمّن اختصاص لجنة الحقيقة والمصالحة في ليبيريا حماية خاصة للشباب. والأمر سيّان بالنسبة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي بدأت بإيلاء اهتمام متزايد للجرائم الدولية المرتكبة بحق الأطفال.
    ولا بد للمبادرات المستقبلية أن تستكمل تعزيز الاحتياجات الخاصة للأطفال وحمايتها.

    دور المركز الدولي للعدالة الانتقالية

    نعمل على تطوير الإستراتيجيات مع الشركاء المحليين والدوليين حول السبل الآيلة إلى دمج الأطفال والشباب في حوار ذات معنى لاحق للنزاع، وشملهم في جهود المصالحة وإعادة بناء المجتمع.

    لماذا لم يتم اعادة تأهيل اطفال ليبيا من امراض النزاعات المسلحة


    أطفال ليبيا... ضحايا انفجار الألغام الأرضية

    طرابلس، ليبيا (CNN) --  كان الطفل محمود أحمد، البالغ من العمر تسعة أعوام، يلعب قرب منزله في الزنتان، غربي ليبيا، حين عثر على جسم أخضر اللون لم ير مثيلا له في السابق، فحمله إلى المنطقة الواقعة خلف المنزل، وبدأ بضربه بحجر.
    هذا الجسم لم يكن سوى قذيفة انفجرت في وجه الطفل الصغير وأدت إلى قطع ذراعه، وهو اليوم يعتاد على الحياة مستخدما يدا بلاستيكية.
    ومحمود هو واحد من عشرات الأطفال من ضحايا الحرب التي أسقطت نظام العقيد معمر القذافي، فالمجموعة الدولية الخيرية لاستشارات الألغام تقدر عدد الضحايا بنحو 90 معظمهم من الأطفال، تعرضوا لانفجار عبوات وقنابل في المنطقة الواقعة بين الزنتان ومصراتة.
    وتقدر المجموعة عدد القتلى الليبيين في منطقة الجبال الغربية بنحو 45 قتيلا، غير أنها لا تزال في المراحل الأولى من جمع المعلومات حول هذه القضية.
    وإضافة إلى محاولتها جمع المعلومات من تلك المناطق لتي تحتوي على الكثير من الألغام، تسعى المجموعة الخيرية إلى تثقيف المجتمع الليبي بشأن مخاطر مثل هذه الأجسام.
    تقول لويس سكيلينغ، مديرة مكتب المنظمة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "الأطفال هم من يتعرضون بشكل أساسي لمثل هذه الحوادث، لأنهم لا يدركون المخاطر الحقيقية وراء تلك الأجسام. ونحن نسعى من ناحيتنا إلى تغيير سلوك الأولاد الصغار بشكل خاص من خلال التحدث إلى أمهاتهم."
    وهناك منظمات إنسانية أخرى تحاول زيادة الوعي بين الليبيين بهذه المشكلة، فمحمد خليفة، المتطوع في الهلال الأحمر الليبي، يقوم بزيارة المدارس في البلدات التي تكثر فيها مثل هذه الحوادث، لتعليم الأطفال حول مثل هذه الحوادث.
    ويقول خليفة: "يحضر الأطفال هذه الأجسام إلى المدارس، لذا أقوم بزيارتهم وأتحدث إليهم حول الألغام والمواد المتفجرة، وحول ضرورة الابتعاد عن تلك المناطق التي يشتبه وجود المتفجرات فيها.
    أما منظمة ميرلين البريطانية الخيرية فهي تعمل على بناء مستشفى في منطقة نالوت، التي يعيش فيها نحو 25 ألف شخص، وتهدف إلى علاج الأطفال الذين تعرضوا للانفجارات.
    وتؤكد المنظمة أنه منذ نهاية الصراع في ليبيا، قتل طفل واحد في نالوت، وأصيب خمسة أطفال على الأقل بجراح خطيرة.

    الخميس، 9 أغسطس 2012

    عنـف الأطفــال.. قنابل موقـوتة … احذروها



    هل صحيح أن الطفل صفحة بيضاء يمكن أن ننقش عليها ما نريد خيرا كان أم شرا؟
    هذا ما تثبته هذه الحقائق:
    طفل عدواني تعود أن يخدش سيارة جارتي بسكين حاد كل فترة ويرسم بها خطوطا وأشكالا توجع القلب، تريني إياها الجارة المسكينة وهي تكاد تبكي من فرط حزنها على ما يصيبها من دمار وخراب.. الطفل لا يردعه شيء.. لا شكايات الجارة لأمه ولا للمخفر، الذي لم تستطع صاحبة الحق أن تثبت أن أحدا رآه في المرات العديدة التي شوه بها سيارتها، ولا الخادمة التي ضبطته متلبسا فلم يخجل وذكر لها بكل فخر أنه هو بطل هذه التشويهات على جسد السيارة المسكينة، وبعد ذلك أنكر ما قال.
    هذا وغيره كثير من عنف الأطفال دفعني الى بحث هذا الأمر ومناقشة القضية من خلال هذا التحقيق مع أساتذة التربية وعلم النفس للتعرف على أسباب هذا العنف ودوافعه، والى أين يقود أصحابه في مستقبلهم الذي لا أظنه سعيدا بفضل هذا السلوك، وأضيف ان الجارة المعتدى عليها لم يكن بينها وبين اسرة الطفل أو أحد من الجيران خصومة أو ثأر يوجب ان يتولى الطفل أخذه نيابة عن أحد.
    ترى ما هي المشكلة؟ ولماذا ينفس هذا الطفل البائس عن مشاعره العدوانية بهذا الأسلوب؟ وإلى أين يقوده هذا السلوك؟ وما حكاية عنف الأطفال وهم رمز البراءة ومن أين ينبع هذا العنف؟
    سألت جارتي أم سعيد: ما الذي جعل هذا الطفل العدواني يختارك أنت دون غيرك من الجيران.. ربما كانت بينك وبين اسرته خصومة أو احد من الجيران؟
    أجابت: لم يحدث ابدا بل إنه لم يخصني وحدي، فلم يترك أحدا لم يعتد على سيارته، إنما بالنسبة لي ما أغاظه مني وصار هذا دأبه معي يرسل لي رسائله العدوانية على جسد سيارتي التي طعنها من كل الجوانب، أنني عرفته بعد أن وقف مرة وقال للخادمة التي كانت تغسل السيارة أنا فلان، الذي عملت كل ذلك في السيارة.
    وحين بشرتني الخادمة بالخبر، ذهبت لأمه فوجدتها سيدة متعلمة، مع الأسف، لكنها كانت واجمة أو ربما مستسلمة وهي تسمع شكواي عن ابنها، نهرته بكلمات أصر هو بالرد عليها بالإنكار، وكان ينظر إلي خلال ذلك الحوار معها بقسوة لا أدري من أين جاءته، ولما سألت باقي جيرانه والحارس الخاص بالعمارة، أجابني بأنني لست الوحيدة التي فعل بها ذلك، لكنه لم يترك أحدا لم يؤذه في العمارة والعمارات المجاورة،
    سألت عن والده، حيث رأيت امه عاجزة امامي عن كبح جماحه، والحديث مايزال للجارة ام سعيد، عرفت ان امه مطلقة، وان والده ذهب اليه الكثيرون يشكون من عدوانية الطفل، فكان يسبهم ويسبقهم الى المخفر يسجل لهم المحاضر ويتهمهم بالعدوان على ابنه البريء.
    خلافات عائلية
    سألت ام الطفل عن سر هذا العنف في سلوكيات طفلها، وما الذي ادى الى وصوله الى هذه المرحلة؟، فأجابت ام وليد، وهو ليس اسمها الحقيقي، بحرن:
    الواقع انه منذ ولادة هذا الطفل وانا في خلاف وهوشات مع والده، وكثيرا ما كنت اعنفه لأبسط خطأ واحرجه امام اصحابه من اولاد الجيران ، كان صغيرا (3 أعوام)، وقتها ولم اكن اعرف ان ذلك له تأثير عليه، وكنت اعاني كثيرا في حياتي الزوجية، فقد تركني والده وتزوج من دون ان يتحمل حتى مصاريف حضانته، وبعد ذلك المدرسة، واضطررت ان اخرج للعمل انا التي ما تعودت على ذلك في بيت اسرتي، وهكذا كان يمضي بعض وقته في الحضانة والبعض الآخر مع الخادمة.
    ولما كبر قليلا بدأت الاحظ عناده وعنفه وقسوته في التعامل مع اصحابه.
    ألم تكوني تصحبينه في فسحة او نزهة او ترافقينه للأماكن العامة او لممارسة اي نشاط؟
    لم يكن لدي وقت لذلك، كنت مطحونة بين العمل حيث اداوم فترتين، والبيت وكانت تصرفات وهوشات الولد تجلب لي المشاكل يوميا، كما رأيت بنفسك، لذلك اضطررت ان احيل هذه المشاكل الى والده الذي لا يتسع وقته لنا، وان اتسع فإنه يفضل اولاده من زوجته الاخرى علينا، كان ذلك يجعل ابني يبكي، واعتقد ان هذه الحالة ربت لديه عقدة الانتقام من الآخر، لانه يحس انه لا يحظى برعاية مثل اخوته من والده.
    ألم تفكري في علاج نفسي لطفلك حتى لا تسوء العاقبة؟
    انت تتكلمين عن ام مثالية لديها المال والوقت والنفسية القادرة على تحمل مسؤولياتها.. انا امرأة حطمني طلاقي وها هو يحطم ابني معي.
    قنبلة موقوتة
    لم اجد سوي الدكتورة لطيفة الكندري استاذة الاصول والادارة التربوية ومديرة المركز الاقليمي للطفولة والامومة التابع لليونيسيف، لأسألها عن هذه القضية الحيوية والمؤثرة على مستقبل اطفالنا وصحتهم النفسية والعقلية.
    سمعت قصة هذا الطفل وغيره الكثيرين ممن يصبح العنف صفة لصيقة بهم: من أين يأتي العنف؟ ما أسبابه ومظاهره؟
    أجابت:
    الأصل في الأطفال الفطرة والبراءة ولكن استعداد الإنسان لقبول الطباع السيئة قد يجعل من السلوك العدواني في أسوأ حالاته قنبلة موقوتة إذا حان أوان انفجارها تضررت الأسر الآمنة وكم من حدث في سجون الأحداث تحدثنا معه واستمعنا له وله قصة تُبكي وتُدمي القلوب.
    السلوك العدواني هو هجوم ليس له مبرر وفيه ضرر للنفس أو الناس أو الممتلكات والبيئة والطبيعة وقد يكون العدوان لفظا أو عمليا.
    من أسباب ظهور السلوك العدواني عند الطفل:
    1 الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه.
    2 تقليد الآخرين والاقتداء بسلوكهم العدواني الذي يشاهده (الأب – الإعلام – الـمُدرس).
    3 الصورة السلبية للأبوين في نظرتهم لسلوك الطفل.
    4 الأفكار الخاطئة التي تصل لذهن الطفل عندما يفهم أن الطفل القوي الشجاع هو الذي يصرع الآخرين ويأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى.
    5 عزل الطفل في مراحله الأولى عن الاحتكاك الاجتماعي وقلّة تشجيعه على مُخالطة الناس.
    مظاهر السلوك العدواني
    هل هناك مظاهر للسلوك العدواني؟
    ـنعم كالتالي:
    نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة.
    اشتداد نزعة الاستقلال والتطلع الى القيادة ولكن بطرائق غير مقبولة.
    يعبر عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة (الصراخ، الشتم، يسرق السيارة، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، الكتابة على الحائط، إتلاف الممتلكات). يريد الطفل بسلوكياته العدوانية أن يحقق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة.
    التضجر السريع والتأفف من الاحتكاك بالناس.
    تبرير التصرفات بأسباب واهية.
    يعتاد الفوضى في غرفته وتصرفاته.
    يتحاشى الجيران من لقياه خوفا من التصادم معه فهو غير اجتماعي.
    المجادلة العميقة في أمور تافهة.
    يشبع رغباته ويستمتع بهواياته من غير أن يراعي الظروف العامة.
    إهمال الآداب العامة (توقير الكبير والرأفة بالصغير، إظهار مشاعر المودة والألفة والاحترام – يخرق حق الاستئذان ولا يهتم بمشاعر غيره).
    إساءة الأدب في مخاطبة الخدم والفقراء والقسوة عليهم.
    النفور من النصح والتمادي في العناد.
    تعزيز المبادرات الإيجابية
    كيف السبيل لعلاج مثل هذه الحالات الضارة بأطفالنا؟
    ـمن وسائل معالجة السلوك العدواني لدى الأطفال:
    1 تصويب المفاهيم الخاطئة في ذهن الطفل ونفي العلاقة المزعومة بين قوة الشخصية واستخدام العنف في حل مشاكل الحياة.
    2 إقناع الطفل بأن الإنسان القوي لا يغضب لأتفه الأسباب ولا يستخدم العنف في تعامله مع الآخرين.
    3 الحرص على تشجيع الطفل على مصاحبة الأطفال الجيدين ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين.
    4 استخدام العقاب من خلال تصويب الخطأ فإذا تلفظ الطفل بعبارات غير مهذبة في تعامله مع الآخرين وهو غاضب فيُطلب منه أن يعتذر بعبارات مؤدبة وإذا قام بضرب آخر فعليه مثلا أن يقدم إليه هدية أو أن يعتذر إليه أمام زملائه إذا وقعت المشاجرة أمامهم.
    5 إيجاد القدوة الواقعية في محيط الاسرة والمجتمع مع رواية القصص والمواقف النبيلة الدالة على كظم الغيظ وضبط النفس كي يتأسى بها الطفل.
    6 اختيار البرامج التلفزيونية المناسبة لعمر الطفل وقيم المجتمع، وانتقاء الألعاب ذات الأغراض التعليمية أثناء شراء الهدايا واللعب.
    7 – ارشاد الطفل الى بعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة.
    8 وضع مبادئ عامة في الاسرة مثل أنه لا يُسمح أبدا لأي طفل ان يلعب وأن يمزح مع أخيه بأي مادة حادة أو خطرة.
    9 تعزيز المبادرات الايجابية للطفل المشاغب إذا بادر الى سلوك ايجابي يدل على احترامه للآخرين من المدح والثناء.
    10 فتح باب الحوار مع الاطفال في البيت والمدرسة كي يتحدثوا عن معاناتهم مع الاطفال الذين يعاملونهم بقسوة وما سبل العلاج وما المبادئ التي يجب ان توضع ويعمل على تنفيذها الجميع.
    11 اهمية تبادل الخبرات الناجحة والتجارب العملية في تقليل السلوك العدواني بين المربين والاقارب.
    12 في حال عجز المدرسة والاسرة عن مواجهة السلوك العدواني واستمرار الطفل في الحاق الضرر بالاخرين او بنفسه او بما يحيط به فانه تتوجب استشارة مرشد نفسي.
    13 تدريب الطفل على اللعب الجماعي وتعويده على التعاون والمشاركة وانه متميز وهذه الموضوعات من اهم مواضيع مهارات الحياة.
    14 توثيق علاقة البيت بالمدرسة لمتابعة السلوك الاجتماعي للطفل.
    وتضيف:
    من خلال كل ذلك ترين ان على اسرة هذا الطفل مواجهة سلوكه العدواني باستشارة مرشد نفسي، والا فانه سيستمر في الحاق الضرر بالآخرين وبنفسه وبما يحيط به.
    الكبت يولد الانفجار! 
    د. خضر البارون، استاذ علم النفس بجامعة الكويت، يرى أن كبت مشاعر الاطفال يولد لديهم العدائية تجاه اخوتهم وتجاه الآخرين، كما يؤدي لانسحابهم من جميع النشاطات مثل اللعب وعدم التحدث للآخرين والانزواء.
    ودعا البارون الى ابعاد الاطفال دون السنوات الخمس عن مشاهدة العنف بكل اشكاله وصور القتل، حيث تؤثر فيهم سلباً، من خلال مشاهداتهم من الفضائيات ونشرات الاخبار، ذلك لانهم لا يستطيعون استيعاب ما يحدث حولهم من عنف، حيث يتصورون انه يمكن ان يحدث لهم ولأفراد اسرهم، وان الاطفال دون خمس سنوات، نراهم دائماً شديدي الالتصاق بالوالدين في هذه الظروف، لانهم يحتاجون الى لمسة من الحنان والرعاية التي لابد ان تغمرهم، حتى يشعروا بالراحة النفسية.
    كما اكد ان الضغوط النفسية التي يتعرض لها الاطفال، قد تدفعهم الى العنف، وان غياب الوالدين عن الطفل وانهماكهما في العمل، يؤدي الى لجوء الطفل للخادمة واعتبارها المرجع الاساسي له وهذا قد يعرضه للخطر، وانه قد يلجأ لاساليب لفت نظر والديه للاهتمام به اما بالحركة الزائدة او بالعدوانية على اخوته او غيره او بالعزلة نتيجة الاكتئاب.
    ويؤكد د. البارون ان ما يهم الاطفال هو الوقت النوعي الذي يستمتعون به مع والديهم، وليس الوقت الكمي وليس بعدد الساعات، كما قرر ان غياب الاب عن امور التربية لاطفاله واعتبارها كاملة من اختصاص الام قد يؤدي الى هذه النتائج السلبية، ايضا الطلاق وتفتيت الاسرة ينعكس سلبا على الاولاد، ويختتم هذا التصريح بأن مصاحبة الوالدين للاولاد مهمة جدا لتكوين شخصية متماسكة وقوية لدى الطفل.
    نوايا ضلت الطريق
    الدكتور عبدالعزيز الغنام، دكتوراه في التربية والتعليم، يرى ان انحراف الابناء داخل المجتمع ناتج من اساليب تربوية خاطئة، بعضها صادر عن نوايا طيبة ضلت الطريق بسبب الجهل وبعضها الآخر صادر عن ممارسات تسلطية من الابوين او الصحبة او الاخوة او غير ذلك، كما يؤكد ان الطفل في سنواته الاولى اسفنجة تمتص كل ما يدور حولها، لذلك يجب مراعاة هذا الامر.

    العنف عند الأطفال: أسبابه وعلاج


    أنت عنيف؟ إذًا لا تلم طفلك
     

     معرفةُ الوالدَينِ الأسبابَ وراءَ عنف أحد أبنائِهم هو جزءٌ من الحل.
     تصرُّفات الطفل العدوانية تُعتبر ردودَ أفعال لضغوط الآباء.
     يجب أن يَحلَّ أسلوبُ الحوار أو المفاوضات محلَّ العِقاب للحدِّ من سلوك الطفل العنيف.
     المواقف المحبِطة وضغوط الآباء، وجوُّ البيت المشحون بالتوتُّر وراءَ عنف الأبناء.
    تشكو كثيرٌ من الأمهات من تصرُّفاتِ أطفالهنَّ العنيفة والعدوانية، وخاصَّة الذكورَ، الذين تتراوح أعمارُهم ما بين الرابعة إلى الثامنة.
    وتتسم هذه السلوكياتُ بالهجوم المضاد، والذي ينطوي على الرغبة في التفوق على الآخرين، أو السُّخريةِ بإلقاء الشتائم أو الصياح والصراخ، والرَّكْل والضَّرْب، وقذف الأشياء والتخريب.
    فهل هذه السلوكيات العدوانية تُولَد مع الطِّفل؟ أم هي سلوكيات مكتسبة من بيئته؟ وهل هناك مِن سبيل للعلاج؟

    سلوك مكتسب:
    تُحلِّل د. أمثال الحويلة - أستاذ الفلسفة بجامعة الكويت - السلوكَ العدوانيَّ للطِّفل بأنَّه: شأنُه شأنُ أي سلوك آخر، سلوك متعلَّم اكتسبه الفردُ من البيئة التي يعيش فيها بلا شكٍّ، واستعملها كنَوْع من الحماية الذاتية، وتطورت لتصبحَ وسيلةً لحلِّ المواقف الصعبة التي يواجهها الطفل؛ لذلك فهو يفتقر لوسائل الاتِّصال الاجتماعيَّة السليمة التي تُؤمِّن له احتياجاتِه، وتُحقِّق له التوافقَ الاجتماعيَّ دون اللجوء إلى إيذاء الآخرين.
    كيف يبدو الطفل العنيف؟
    ويُلاحظ بأنَّ الطفل العنيف يتَّسِم بكثرةِ الحركة، والرَّغْبة في استفزاز الآخرين والمشاكسةِ والعناد، والغضب والعصبية، ولا يُحبُّ التعاونَ أو المشاركة مع الآخرين، ويبدو أنانيًّا ومحبًّا للتملُّك والسيطرة.
    أسباب متداخلة:
    هناك أسبابٌ كثيرة ومتعدِّدة ومتداخلة، تؤدِّي بالطِّفل لأنْ يتصرَّفَ بعنف، ومن هذه الأسباب ما يلي:1- الرغبة في التخلُّص من ضغوط الكبار:
    يُعاني الطفلُ من الضغوط التي تنتج عن الكِبار، والتي تمنعه وتقف عائقًا نحو تحقيق رغباته، وهذه التصرُّفاتُ العدوانية التي تبدو من الطِّفل تعتبر ردودَ أفعال لهذه الضغوط، فعلى سبيل المثال: عندما تطلب الأمُّ بعضَ الأعمال من الطفل، وتلحُّ عليه في تنفيذها، وتَزيد هذه الأعمال عن طاقة الطفل، كأن تطلبَ منه أن يقوم بأداء واجباته، وأيضًا يُحضِّر الدرس الجديد، ثم يقرأ، ثم يشاهد برنامجًا اختارتْه هي، ثم تطلب منه أن يساعدَ أختَه في أداء الواجبات... وهكذا.
    2- التدليل الزائد:
    إذا زادَ تدليلُ الطفل مِن قِبل والديه، وتحتَ إحاطته بالحمايةِ الزائدة إلى جانبِ تحقيق جميع رغباته أوَّلاً بأوَّل، وإذا صادف أنْ رُفِض له طلب، فإنَّه غالبًا ما يقابل ذلك بتصرُّفات هائجة، تتمثَّل في الصُّراخ والصِّياح، والتدحرج على الأرض.
    3- التقليد:من المعروف أنَّ غالبية الأطفال يتعلَّمون السلوكيات الإيجابيَّة والسلبية من النماذج والصُّور التي يشاهدونها كلَّ يوم، وإذا كان أحدُ أفراد الأسرة عصبيًّا فإنَّ ذلك ينعكس على تصرُّفاتِ الطفل، وخاصَّة إذا كان أحدَ الوالدَين، كالأم أو الأب، إلى جانب ما يُشاهده الطفل يوميًّا من نماذجَ في الصور المتحركة، والمسلسلات التليفزيونية، التي تتَّصف بأعمال العُنف والعدوانيَّة، وغالبًا ما يُحاكي الأطفال هؤلاء الشخصيات السلبيَّة في تصرُّفاتهم العدوانيَّة.
    4- الغَيْرة:
    يشعر بعضُ الأطفال بالغَيْرة من نجاح أحدِ الأطفال، فيبدو عليه تصرُّفاتٌ عدوانيَّة نحوَه تظهر على شكل مشاجرة، أو تشهير، أو إلقاء الشتائم...
    5- رغبة الطفل في جذب الانتباه:
    نجد أنَّ بعض الأطفال يحاولون جَذْبَ انتباه والديه له، وذلك باستخدام القوَّة والعنف تُجاهَ الآخرين، وخاصَّة نحوَ الإخوة والأخوات.
    6- تراكم مواقف الإحباط:
    عندما يمرُّ الطفل بمواقفَ محبِطة، مثل تَكْرار السَّنَة الدراسية، أو مَنْع الطفل من أداء نشاطات محببة، فإنَّ ذلك يؤدِّي به إلى إظهار سلوكيات عدوانية، مثل ضَرْب الإخوةِ الأصغر منه، أو الأطفال زملاء المدرسة، أو الجيران.
    7- العقاب الجسدي:
    عندما يُعاقَب الطِّفلُ بقوَّة، ويُستخدم الضربُ واللكم والصراخ، والتوبيخ المحرج، فإنَّ المظاهر العنيفة تؤدِّي بالطفل إلى الشُّعور بالظُّلم، وتكون ردودُ أفعاله عدوانيةً تُجاهَ أفراد أصغر منه، أو أضعف منه، وتُصبِح هذه التصرُّفاتُ العدوانية عادةً قد رسخت، ومِن الصَّعْب التخلُّص منها.
    ما الحلُّ إذًا للحدِّ من هذا السلوك؟
    أولاً: يجب أن تكونَ الأمُّ مثالاً جيِّدًا للطفل من حيثُ توفيرُ الهدوء والصفاء في المحيط العائلي، بالحد مِن المشاجرات العائليَّة، ومِن ثَمَّ اعتماد الحَزْمِ لضبطِ السُّلوك، وعدم التساهل، وفي الوقت نفسه عدم استخدامِ القوَّة، أو العقاب البدني؛ لوقفِ السلوك العدواني، بل يجب أن يَحلَّ أسلوبُ الحوار أو المفاوضات بدلاً مِن العقاب.
    وفيما يلي بعضُ الأساليب التي تُساعِد على الحد من التصرُّفات العدوانيَّة:1- الحد من النماذج العدوانية:
    يستطيعُ الأطفال أن يتَّخذوا من الكِبار قُدوةً لهم في تعلُّم السُّلوك الهادئ وضبْط الغضب، وذلك عندما يرى الطفلُ والدتَه تتحدَّث إليه بصوت منخفض، وتلتزم الهدوءَ في تعاملها معه، ولا تعتمد أسلوبَ الزجر والصراخ والتوبيخ؛ للحدِّ من العدوانية، فإنَّه حتمًا سيتعلم هذه الأساليبَ في مواقف الغضب.
    2- السيطرة على الغضب والمواقِف المحبطة:
    مساعدةُ الطِّفل في تعلُّم السيطرة على مواقفِ الغضب من حيثُ التعوُّدُ على كيفية ضبطِ النفس، والسيطرة على غضبه، وألاَّ يثورَ لأتْفَهِ الأمور.
    3- تعزيز السلوك اللاعدواني:مساعدةُ الطفل في اتِّخاذ أسلوب الحوارِ والنِّقاش في حلِّ المشكلات والصِّراعات، بدلاً من الصُّراخ والعُنف.
    4- عدم استخدام العقاب المؤلم مع الطفل العدواني:
    يجب على الأمِّ أن تستخدمَ أسلوبًا بعيدًا عن الضَّرْب والقسوة، وإذا أرادتْ عقابَ الطفل ما عليها إلاَّ أن تستخدم أسلوبَ الحِرمانِ المؤقَّتِ عن ممارسة نشاط محبَّب للطفل، مثل مشاهدة أحدِ برامج التليفزيون، أو إحدى الألعاب المفضَّلة.
    5- تجاهل السلوك السلبي:
    على الأمِّ أن تتجاهلَ التصرُّفات العدوانية، وعدم الاكتراث بها، وخاصَّة إذا كان هذا التصرُّف متعمَّدًا من الطِّفل لمحاولة جَذْب الانتباه.
    6- توفير الوقت الكافي للطفل لممارسة اللعب:
    توجيه الطفل لممارسة ألوان مختلفة من اللَّعِب والأنشطة الرياضيَّة، وخاصَّة في الهواء الطَّلْق، وفي الحدائق العامَّة وعلى الشواطئ، وممارسة اللَّعِب على الرِّمال والماء.
    7- تعاون الأسرة في مراقبة سلوك الطفل:
    يجبُ على الوالدَين معرفةُ المواقف والظروف التي يظهر فيها السلوكُ العدواني، وذلك حتى تستطيعَ الأمُّ أن تعرِفَ أسباب هذا السلوك، وتتمكَّن من معالجتِه، وتُساعد في تدريب الطِّفل على اكتساب التصرُّف الحسن، وتوجيه الطِّفل إلى ممارسة السلوكيات الإيجابيَّة.