السبت، 6 أكتوبر 2012

  • لتصغير النص
  • حماية الأطفال بموجب القانون الدولي الإنساني

    15-04-2010 نظرة عامة

    الأطفال معرضون بشكل خاص للخطر في النزاعات المسلحة. ورغم الحماية التي يمنحها القانون للأطفال، لا يزال تجنيدهم على يد القوات المسلحة والجماعات المسلحة مستمراً. وغالباً ما يفصلون عن عائلاتهم أو ينتزعون من بيوتهم أو يتعرضون للقتل أو التشويه أو الاعتداء الجنسي أو أي شكل آخر من أشكال الاستغلال.
    يستفيد الأطفال في الحرب من الحماية العامة المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني على غرار المدنيين أو المقاتلين. وينص هذا القانون أيضا على أحكام خاصة تقر بحالة الاستضعاف والاحتياجات الخاصة للأطفال في النزاعات المسلحة.

    ولا يزال الأطفال يخضعون للتجنيد على يد القوات الوطنية المسلحة. وصار تجنيد الأطفال على يد الجامعات المسلحة، لا سيما في أفريقيا، مشكلة إنسانية خطيرة خلال العقود القليلة الماضية. وينتهي الأطفال في الكثير من الحالات إلى حمل السلاح والمشاركة مشاركة فعلية في القتال. كما يمكن استخدامهم لأداء أدوار داعمة مثل حمل الإمدادات أو جمع المعلومات الاستخبارية العسكرية، بما يعرضهم لمخاطر جمّة.

    وكان البروتوكولان الإضافيان إلى اتفاقات جنيف لعام 1977 المعاهدتين الدوليتين الأولين اللتين حاولتا معالجة تلك الأوضاع. فقد نص البروتوكولان على حظر تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة وإشراكهم في الأعمال العدائية. واشترط البروتوكول الأول في حالة التجنيد العسكري للأطفال الذين بلغوا سن الخامسة عشرة ولم يبلغوا بعد الثامنة عشرة في النزاعات الدولية المسلحة، إعطاء الأولوية لمن هم أكبر سناً.

    وتضمنت اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 التي كاد أن يكون التصديق عليها عالمياً، سن الخامسة عشرة كحد أدنى. وأُضيف بروتوكول اختياري إلى هذه الاتفاقية في أيار/مايو 2000، رفع سن التجنيد الإجباري إلى الثامنة عشرة ودعا الدول إلى رفع الحد الأدنى للتجنيد الطوعي إلى ما يزيد على 15 سنة. وشدد على أن الجماعات المسلحة لا ينبغي لها أن تستخدم الأطفال دون سن الثامنة عشرة في أي حال من الأحوال ودعا الدول إلى معاقبة هذه الممارسات جنائياً.

    غير أن المجتمع الدولي لم يعترف بعد بسن الثامنة عشرة كحد أدنى عالمي. وتمارس اللجنة الدولية وشركاؤها في حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الضغوط اللازمة لاعتماد هذا الحد من خلال تطوير كلا من القانون الدولي والقانون الوطني.

    وتساعد اللجنة الدولية في الميدان على تسريح الأطفال الجنود وتمدهم بالدعم النفسي وغيره من السبل التي تمكنهم من العيش حياة طبيعية من جديد كأي طفل آخر.
    ويمنح القانون الدولي الإنساني والمعاهدات المناسبة المتعلقة بحقوق الطفل حماية خاصة للأطفال الذين لا يشاركون في النزاعات المسلحة ويواجهون جملة من المخاطر. ويحظى هؤلاء بالحماية العامة التي يتمتع بها المدنيون غير المقاتلين، إلا أن احتياجاتهم الخاصة للمساعدة الطبية والغذاء والمأوى والملبس معترف بها في اتفاقيات جنيف وبروتوكوليهما لعام 1977.


    ويجب التعرف على الأطفال الذين تيتّموا أو انفصلوا عن عائلاتهم وحمايتهم بالإضافة إلى توفير المرافق الخاصة التي تضمن سلامتهم البدنية. كما يجب تلبية احتياجاتهم في مجال التعليم. ومن الضروري، في الوقت ذاته، اتخاذ كل التدابير الملائمة لتسهيل لمّ شمل العائلات التي انفصلت مؤقتاً.
    ويجب معاملة الأطفال المحتجزين بسبب نزاعات مسلحة معاملة إنسانية. كما ينبغي عدم تفرقتهم عن أفراد أسرتهم. وفي حال تعذر ذلك، ينبغي عزلهم عن كبار السن من الأسرى أو المحتجزين.

    ويهدف القانون الدولي الإنساني إلى الحد من أثر الحرب على الأطفال. ومن المؤسف أن تكون طبيعة نزاعات اليوم نفسها تعني ضرورة إقدام اللجنة الدولية وغيرها على بذل المزيد من الجهود الحثيثة في الميدان من أجل إنقاذ الأطفال من براثن الحرب ومساعدتهم على بدء حياة جديدة بعد انتهاء النزاع.

    المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك يؤكد على دور الحكومات الوطنية في حماية الأطفال من الصراعات

    المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك يؤكد على دور الحكومات الوطنية في حماية الأطفال من الصراعات

    نيويورك، 19 سبتمبر/أيلول 2012 – قام مجلس الأمن بالأمم المتحدة باتخاذ قرار يهدف إلى إنهاء الإفلات من العقاب لأولئك الذين يسيئون للأطفال أثناء النزاعات المسلحة

    19 سبتمبر/أيلول 2012: المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك يخاطب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول موضوع حماية الطفل. شاهد الفيديو على الـ (RealPlayer)
    وفي خلال السنوات الأخيرة، كان مجلس الأمن يعمل لوضع حد للانتهاكات التي ترتكب ضد الأطفال في الصراعات المسلحة. ويقوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنشر قائمة بمرتكبي أسوأ الانتهاكات كجزء من تقرير الأمين العام السنوي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الأطفال والصراعات المسلحة.
    وفي آخر تقرير له، والذي نشر في شهر أبريل/نيسان، قال إنه في حين تم إحراز تقدم كبير، فإنه لا يزال يشعر بقلق بالغ إزاء تزايد عدد المخالفين الدائمين.
    وقد تم تبني قرار اليوم بأحد عشر صوتاً. وامتنعت أذربيجان والصين وباكستان والاتحاد الروسي عن التصويت.
    حماية الأطفال من الصراعات
    ويؤكد القرار على أهمية دور الحكومات الوطنية في حماية الأطفال من الصراعات، وأيضاً في المساعدة على إعادة دمج الأطفال وتأهيلهم بمجرد انتهاء الصراع. ويشدد على ضرورة وجود نظم عدالة وطنية،ً فضلا عن النظم الدولية.
    وقد خاطب المدير التنفيذي لليونيسف، أنتوني ليك، مجلس الأمن، قائلاً إن القرارات التسعة التي أقرت منذ عام 1999 تمثل التزاماً واضحاً بالعمل.
    وقال: "إن العالم يحرز تقدماً في إخضاع مرتكبي هذه الأعمال للمساءلة." في إشارة للأحكام التي أصدرتها مؤخراً المحكمة الجنائية الدولية ضد زعيم الحرب الكونغولي توماس لوبانغا والتي أصدرتها المحكمة الخاصة لسيراليون ضد الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور.
    ولكنه قال إن المساءلة تسير في اتجاهات عديدة.

    صورة خاصة باليونيسف
    © UNICEF/NYHQ2012-1151/Markisz
    الممثلة الخاصة للأمين العام الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي تتحدث في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن "الأطفال والصراعات المسلحة" والذي انعقد في مقر الأمم المتحدة، نيويورك، في يوم 19 سبتمبر/أيلول 2012. وأكدت السيدة زروقي على أهمية المساءلة.
    وأضاف: "كما أن مرتكبي الانتهاكات ينبغي أن يخضعوا للمساءلة عن مصير الأطفال في مناطق الصراع، فكذلك الحكومات، وكذلك نحن".
    وقال السيد ليك إن اليونيسف تعمل بشكل وثيق مع الحكومات والمجتمعات المحلية لإعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الصراعات.
    وقال: "إن مسؤولية الحكومات أمام مواطنيها ومسؤولية المواطنين أمام بعضهم البعض تقاس بالشكل الأكمل من حيث المساءلة أمام الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعاتهم. ولذلك يجب عليهم دعم الجهود الرامية إلى رصد الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأطفال وحقوقهم والإبلاغ عنها والاستجابة لها. ويجب أن تسمح الحكومات وغيرها للأمم المتحدة بالتدخل لمساعدتها على إقامة نظم وطنية لمنع الانتهاكات والمعاقبة عليها وتقديم خدمات الاستجابة الصحيحة لأولئك الذين يحتاجونها بدون تأخير."
    العنف ضد الأطفال
    وقد قامت الممثلة الخاصة للأمين العام الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، ليلى زروقي، بتحديد بعض البلدان التي يشكل العنف ضد الأطفال مصدر قلق كبير خاص، بما في ذلك ليبيا ومالي والجمهورية العربية السورية.
    وأضافت: "إن الوضع في سوريا مروع"، في إشارة إلى العنف الذي تقترفه الحكومة والجماعات المسلحة المتمردة. وقالت السيدة زروقي لمجلس الأمن إنها مستعدة لإقامة حوار مفتوح مع السلطات السورية، كدليل على حسن النية.
    وقالت: "إن المساءلة هي جزء لا يتجزأ من جهود التصدي لحدوث انتهاكات ضد الأطفال ومنعها. وعلى الرغم من أنها غير كاملة، فإن الجانب الوقائي للمساءلة حقيقي".