الأحد، 13 مايو 2012

هل يعتبر الاطفال هم وقود الحروب والثوراث








مليون طفل جزائري لازالوا يعانون صدمة الإرهاب
 قالت الدكتورة التونسية عائشة التايب، إن الطفل سجل حضورا مكثفا في كل ثورات الربيع العربي، وساقت مثلا في ذلك ''حمزة الخطيب'' من مدينة درعا السورية، الذي جعل منه التعذيب شخصية رمزية، كذلك صور الأطفال وهم منتصبون أمام بوّابات التفتيش، حاملين للعصي في تونس، اليمن ومصر، انتهاء بحاملي السلاح في ليبيا، ليكون الطفل بذلك منتبها لهذه اللحظة التاريخية والأجواء الثورية.
وقد استهلت التايب مداخلتها، خلال أشغال الملتقى الدولي حول ''أطفال الثورة في تونس.. الصيغ وأشكال الحضور'' بجامعة 8 ماي 45 بفالمة، بالقول إن الطفل له عدة أشكال تبعا للبيئة التي يوجد بها، ويجب أن نأخذ كل هذه الانشطارات في الاعتبار، مضيفة أن ''الطفولة صناعة وتجربة حياة، وليست مجرد مرحلة بيولوجية، وينظر إليه اليوم على أساس أنه فاعل اجتماعي. ويتوجب على الباحثين حين التعاطي مع قضاياه أن يدركوا أنه كائن كامل الحقوق والواجبات، خاصة أن الحديث قائم على الصناعة الاجتماعية للطفل''. وأردفت المتحدثة: ''لم توجد ثورة السنة الماضية دون أطفال، حيث كان الطفل منتبها لهذه اللحظة التاريخية والأجواء الثورية، إذ ظهر على ظهر الدبابات، يقدم الورود للثوار، ووجهه مطلي بألوان العلم الوطني''. وتبعا لذلك، استفهمت عن العناية المفقودة في زمن الحرب، وواصلت: ''هل يمكن اعتبار الطفل من صناع الثورة، أو فاعلا اجتماعيا، ويمكن تدوين حضوره؟''.
واختزلت عائشة التايب الطفل تبعا لصيغ حضوره بالثورات العربية في صورتين، الطفل ''الضحية'' الذي لحق به الضرر، والطفل ''الواجهة''، وتندرج ضمنها أشكال التوظيف الواعي وغير الواعي، منذ تفجير الثورة وخروج الأطفال بمعية أهلهم لتمرير رسائل معينة، وقالت: ''كان ذلك مبعث استمتاع من الشعب، خاصة شعارات: هرمنا من أجل هذه اللحظة، بن علي قطع وبن علي هرب''. وتأسفت لغياب دراسات تعنى بالطفل، لعدم كفاية الوقت والمشاكل والفوضى الأمنية، وقلة الجمعيات المناصرة لهذه الفئة القابلة للاهتزاز.
من جهتها، أوضحت الأستاذة راضية بوزيان، من جامعة الطارف، أن هناك مليون طفل يعانون صدمة الإرهاب من قلق وانعزال وغيرها، بالإضافة إلى نحو 17 ألف جانح. وأشارت إلى الخطر القديم القائم، المتمثل في الألغام الموروثة عن الحرب العالمية الثانية، والتي تشير الإحصائيات إلى مقتل 150 ألف شخص سنة 2010 وجلهم أطفال. وبذلك، فأحوال الطفل، حسبها، لا تسرّ. وطالبت بضرورة متابعة قانونية للمتسببين في إلحاق هذا الضرر النفسي والجسماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق