السبت، 12 مايو 2012


  
ظاهرة عالمية واسعة الانتشار وفقاً لتقرير «يونيسف» ...
الأطفال ضحايا عالم الكبار القاسي

/متابعات:

عدم متابعة أحوال هؤلاء الأطفال ومآلها، يسهم في التعتيم عليها وعلى العنف بحقهم في مجتمعات مختلفة. أطفال ضحايا، يملؤون شوارع المدن، لا سيما العربية منها. ولا يظهر في الوسائل الإعلامية إلاّ النادر، ولا يلبث أن يخبوَ، في ظلّ تركيز على نوع آخر من المشاكل والأخبار.

275 مليون طفل، حول العالم، يشهدون شكلاً من أشكال العنف المنزلي سنوياً.

13 مليون طفل يتيم، في العالم، بسبب مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

مليون طفل، قيد الاعتقال لانتهاكهم القوانين.

264 مليون طفل عامل، بينهم 180 مليون طفل يعملون في «أسوأ أشكال عمالة الأطفال».

مليون أو مليونان من 10 ملايين طفل يتاجر بهم سنوياً.

مليونا طفل يعملون في الدعارة والأفلام الإباحية.

ما لا يقل عن 300 ألف من الأطفال الجنود، منهم من لم يتعدوا الثماني سنوات، يستغلون في النزاعات المسلحة في أكثر من 30 بلداً حول العالم.

أكثر من مليوني طفل ماتوا نتيجة مباشرة للنزاعات المسلحة منذ عام 1990.

بين 100 و130 مليون سيدة وفتاة تعرّضن لعمليات ختان من دون سبب طبي.

مليون طفل، دون الـ 15 سنة، يعانون سوء المعاملة والإهمال ويحتاجون إلى رعاية صحية واجتماعية.

وتطول القائمة، التي ارتكز إليها تقرير عالمي تحت عنوان «العنف ضد الأطفال»، في دعوة إلى تغيير هذا الواقع المرير.

العنف في البيت

وفي مفارقة مؤلمة، ترتسم الدائرة الأكبر للعنف، داخل جدران مكان، من المفترض أن يكون الأكثر أماناً للطفل، منزله. ويُقدر عدد الأطفال الذين يتعرضون للعنف المنزلي بـ 275 مليون طفل، وإن كان من الصعب معرفة العدد الفعلي الذي يؤثر فيه هذا الشكل من أشكال العنف. وعدم توافر هذا النوع من المعلومات، يعود إلى عدم الإبلاغ عن كل الحالات، وإلى عدم توافر أي بيانات عن هذا الشكل من العنف، في عدد كبير من الدول.

ويؤكد الخبراء أن 40 في المئة من ضحايا سوء المعاملة، أبلغوا أيضاً عن وجود عنف في منازلهم.

والعنف المنـزلي، وحتى إن لم يـرتبط بإيذاء جسدي مباشر، يترك أثاراً سلبية في نفسية الأطفال. ويُعتبر الأطفال الأصغر أكثر عرضة لهذه التأثيرات، ما يُعـوِّق نموهم العـقـلي والعاطفي في مرحلة مهمة من مراحل نموّهم.

وتتفاقم المشكلة، في البلدان العربية، حيث إن قسماً كبيراً من هذه المجتمعات، يتعامل مع مسألة العنف المنزلي ضد الأطفال، بشكليه اللفظي والجسدي باعتبارها «شأناً أسرياً».

ويُشير التقرير إلى أن العنف تستخدمه العائلة بشكل شائع وسيلة لتأديب الطفل في الدول العربية. والعائلة في هذه الحالة لا تتضمن الأبوين فقط بل أفراداً آخرين يصنّفون ضمن العائلة الكبيرة.

وفي حين، يتناوب أفراد العائلة الكبيرة على «تهذيب» الطفل بضربه أو شتمه مداورة، يؤدي غياب هذه العادات المفاجئ، إلى آثار سلبية أيضاً.

ويلحظ التقرير، ظاهرة إلزام الأطفال بالأعمال المنزلية والأعمال المرهقة في المزارع وورش العمل والمناجم ومكبات النفايات أو الشوارع، في محاولة من الأسر للتغلب على فقرها. ويضيف أن الأطفال يعانون، غالباً، من ظروف عمل بالغة القسوة مثل ساعات العمل الطويلة والأعمال المرهقة تحت ظروف صعبة ومضرة. وفي حين يعمل 13.5 مليون طفل عربي، وينخرط بعضهم في أعمال خطرة على صحتهم وحياتهم ولا تناسب سنّهم، تعتبر الإساءة الجسدية روتيناً في حياتهم اليومية.

وفي المدرسة

الفقر وإجبار الأطفال على العمل والتفكك الأسري، إلى جانب «العنف في المدرسة» أسباب رئيسة للتسرب المدرسي، وبالتالي، دفع ملايين الأطفال العرب إلى الشارع.


ويقع العنف في داخل البيئة المدرسية، في عدد كبير من الدول العربية، حيث تجيز الثقافة والعادات العقاب الجسدي. ويُعتبر العنف النفسي، أكثر أشكال التأديب شيوعاً في المدارس العربية، فضلاً عن انتشار التأديب بالضرب. وتشير الدلائل إلى أن أشكالاً عدة من عنف المدارس ما زالت تُمارس في دول عدة أبرزها الجزائر وجيبوتي والمغرب وتونس وسورية واليمن وإيران. وعلى رغم حظر العقاب الجسدي في المدارس في بعض الدول كلبنان، إلاّ أنه ما زال يُمارس. ولا تزال البلاغات تتوالى عن حالات عقاب جسدي في مدارس في المناطق الفلسطينية المحتلة وإيران.

أطفال الشوارع

ويُقدّر برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) عدد أطفال الشوارع العرب بين سبعة وعشرة ملايين طفل. وتوضح المؤشرات أن الظاهرة إلى زيادة على رغم أن عدداً من الدول العربية ما زال يرفض الاعتراف بوجودها.

ويقدر عدد أطفال الشوارع في المغرب بنحو 234 ألف طفل، وفي مصر بنحو 93 ألفاً، وفي السودان 37 ألفاً، وفي اليمن 7 آلاف، وفي لبنان نحو 3 آلاف و500 طفل. ويتعرّض هؤلاء، يومياً للعنف على أيدي السلطات أو الناس، فيُضربون ويُعذّبون ويتعرضون للاعتداء الجنسي، وأحياناً القتل، فضلاً عن الدلائل المقلقة على وقوع إساءات جسدية ونفسية وجنسية.

الاتجار بالأطفال

على رغم الارتكاز على مسألة العادات والثقافة المحافظة والتدين وغيرها... تنذر بعض الدلائل، بازدياد الاستغلال الجنسي والدعارة والأعمال الإباحية، في صفوف الأطفال العرب.

وتشير الدراسة إلى أن الدول الافريقية أصبحت أماكن منشأ وانتقال للنساء والأطفال الذين يتم تهريبهم إلى أوروبا والشرق الأوسط ودول الخليج وجنوب شرقي آسيا. ويُعرّف كل من المغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان وجيبوتي كدول منشأ ودول عبور للاتجار بالأطفال. وتُضيف الدراسة أن عدم تسجيل المواليد يُعزِّز البيئة المناسبة لهذا النوع من الأعمال.

الأطفال المعوقون

تنتشر في بعض المجتمعات اعتقادات خرافية بأن الطفل المعوّق لعنة أو عمل شيطاني. وينتج منها تعرّض هؤلاء الأطفال للضرب أو الحرمان من الأكل وغيرها من الممارسات العنيفة التي يُقصد بها طرد الأرواح الشريرة.

ومن جهة أخرى، يُشاع في بعض المجتمعات اعتقاد بأن ممارسة الجنس مع عذراء دواء شاف من فيروس الإيدز، فيتم استهداف الأشخاص المعوّقين، ومن بينهم الأطفال، وذلك لاعتقادهم بأنهم غير ناشطين جنسياً.

وقد تُفرض طرق علاج ضارّة على المعوّق، أبرزها العلاج بالصدمات الكهربائية، واستخدام أدوية غير ضرورية، وإجراء عمليات استئصال رحم بشكل روتيني للفتيات المعوّقات تخوفاً من إنجابهن الأطفال.

وبالتالي يُعتبر الأطفال المعوّقون والفتيات في عمر المدرسة والأطفال العاملون والأطفال الذين يعيشون في المؤسسات والأطفال الذين يعيشون في المدارس الأكثر عُرضة للاضطهاد وإساءة المعاملة. وبهذا يواجهون خطورة أكبر للتعرض للاستغلال الجنسي وأشكال أخرى من العنف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق